الجمعية اللبنانية لتاريخ العلوم العربيّة
فريق الدراسة والبحث في التراث العلمي العربي

Société Libanaise d'Histoire des Sciences
Equipe d'Etude et de Recherche sur la Tradition Scientifique Arabe

Lebanese Society for History of Science

SPECIAL... Cliquer ici... Click here...

Home

Page31Page31

> مكتبة أنبوبا

> وزير التربية

ملخص كلمة
معالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور خالد قباني
في افتتاح مكتبة البحث في التراث العلمي العربي

معالي وزير التربية والتعليم العالي في افتتاح مكتبة البحث في التراث العلمي العربي
S.E. le Ministre de l'Education et de l'Enseignement Supérieur
Inauguration de la Bibliothèque de Recherche en Histoire des Sciences


أيها الحفل الكريم

لا يسعني وأنا أدخل هذا الصرح الجامعي الرحب إلا أن أعبر عن مشاعر الغبطة والاعتزاز بهذا الانجاز الحضاري الضخم، والتي تكتمها غصةٌ عميقةٌ في القلب لغياب الرجل الذي سعى إلى تحقيق هذا الحلم الذي ظل يراود أجيالاً من طلاب الجامعة اللبنانية منذ نشأتها في ستينات القرن الماضي، إنه الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان انشاء هذا المجمع أحد أحلامه الكبرى، والذي كان لا يجد متعة أشهى من أن يجد نفسه بين طلاب ساهم في إتاحة فرصةٍ للتحصيل العلمي أمامهم، وظل يسعى طيلةَ حياتِه، التي ابتسرتها يدُ الغدر والإجرام، سواء عن طريق مؤسسته التربوية أو عن طريق الدولة التي تولى مسؤوليةَ الحكم فيها، إلى إقامةِ المجمعاتِ الجامعية الكبرى التي تهيىء البيئة الفضلى لطلابنا في متابعة تعليمهم العالي بما لا يتدنى عن المستوى الذي تقدمه لطلابها الدول المتقدمة في عالمنا المعاصر.


أيها الزميلات والزملاء،

يسرني ويشرفني أن أشارككم افتتاح هذه المكتبة المتخصصة بالتراث العلمي العربي، التي ساهم في إنشائها بجهد مشكور الجمعية اللبنانية لتاريخ العلوم العربية والمجلس الوطني للبحوث العلمية، واحتضنتها الجامعة اللبنانية، وكانت نواتَها المكتبةُ الشخصية الغنية بالكتب والمخطوطات النادرة المتخصصة في تاريخ الرياضيات للباحث الراحل عادل أنبوبا والذي كان من واجب الوفاء له ان تحمل هذه المكتبةُ اسمَه تكريماً لذكراه.


أيها السيدات والسادة،

إن التقدمَ الحضاري عامةً والتقدم العلمي خاصةً هو ثمرةُ تراكم متواصلٍ تُسهم فيه الحضاراتُ المتعاقبة التي شكلت حلقاتٍ متصلةٍ نقلت البشرية من العصر الحجري إلى عصر الذرة وثورةِ المعلوماتية والاتصالات. فنحن كما يقول أحد تامؤرخين المعاصرين إذا كانت معرفتُنا اليومَ أوسع من معرفة أسلافنا، فإن هذا لا يرجعُ إلى أن لنا عقولاً أكثر نمواص وتقدماص مما كانت عليه عقولُهم، وإنما يرجعُ إلى أننا ورِثنا ما وهبوه لنا في صورة معرفةٍ وحكمة، ونحن نستطيع اليوم أن نرى على مدى أبعد، وعلى نطاق اوسع مما كانوا يرون، ليس لأن لنا عيوناً أنفذ من عيونهم، وإنما لأننا نقف، إن صح التعبير، فوق أكتافهم مما يمكننا من أن نرى أكثر مما كانوا يرون.

ومع أن فلاسفة عصر التنوير الأوروبي هم الذين جعلوا من تاريخ العلوم حقلاً من حقول المعرفة، فإن الاهتمام بهذا الحقل المعرفي لم يبدأ إلا في ستينات القرن الماضي، بالتوكيد على الصلةِ الوثيقة بين المواد العلمية وتاريخها، لأن الفهمَ الكاملَ لأي علمٍ من العلوم لا يتم إلا من خلال الاطلاع على تطوره التاريخي، ولعل المثال الأبرز على ذلك هو علم الفلك حيث لا بد للعالم المعاصر من الاستناد إلى معرفةِ أسلافه بالأرصاد المختزنة في كتب هذا العلم لدى الحضارات المتعاقبة على امتداد الزمن. إلا أن الحضارة الغربية المعاصرة، ابتليت بما يسميه أشهر فلاسفة التاريخ المعاصرين أرنولد توينبي، وهم حب الذات الذي عانى منه كل من سبقها من الشعوب، وهكذا وفي هذا السياق برزت عقدة الانتماء الغربي للعلوم.

ومع اضطرار علماء الغرب للرجوع إلى المصادر العربية في شتى حقول العلم والفلسفة، لم يجدوا في العلم العربي إلا خزاناً حُفِظت فيه العلوم اليونانية، مما أدى، لا إلى الاساءة للعقل العربي ومساهمة العرب في تطوير العلوم فحسب، وإنما إلى تشويه نتائج العلم اليوناني وفصل هذا الشعب عمن سبقه ومن تلاه أيضاً، وبالتالي إلى فهم مبتور لشتى أوجه الحضارة وتواصل التقدم العلمي منذ فجر الحضارة في أرض النيل والرافدين مروراً بالحضارة الهيلنية وحضارات العرب والهند والصين وسائر الأمم، التي لا يمكن انتزاع أي حلقة منها من سلسلة التقدم العلمي والحضاري دون اجتزاءٍ وتشويهٍ للصورة التي تُرسَمُ لهذا التقدم.

والحقيقة أن الحضارة الغربية التي انطلقت منذ عصر النهضة في القرن السادس عشر قد ارتكزت على ما وصل إليها من الحضارة العربية التي امتلأت خزائنها بشتى أنواع العلوم ومنها الرياضيات والفلك والطب والكيمياء والصيدلة وسواها، والتي لا تزال تشهد عليها كبريات الجامعات في أوروبا الغنية بالمراجع والوثائق والمخطوطات التي تشهد لهذه الثروة الحضارية والتي لم يحسن العرب حفظَها أو اشتثمارَها أو الافادةِ منها. وتأتي هذه المكتبة اليوم بما تتضمنه من كتب ومخطوطات ومراجع علمية لتكون شاهداً على هذه الحضارة العلمية التي كان لها فضل كبير في بناء صرح الحضارة العالمية.


أيها السيدات والسادة،

إن الاعمال المتراكمة منذ بضع عشرات من السنين للوصول إلى معرفة أفضل لتاريخ العلم العربي وإسهامه في التقدم العلمي، ما زالت بعيدة عن تحقيق هذه الغاية بسبب وجود عشرات الألوف من المخطوطات العلمية المبعثرة وغير المصنفة في المكتبات العربية والعالمية، ولعل هذه المكتبة ستكون نواةً لجمع أصول تلك المخطوطات أو صور عنها، والتي يمكن أن تؤدي إلى إنشاء مركز للأبحاث والتوثيق في تاريخ العلم العربي بموازاة مراكز الأبحاث المتطورة في الدول الأوروبية في هذا الميدان.

وختاماً أكرر الثناء على الجهود التي بذلت في إنشاء هذه المكتبة واختيار اسم الباحث الراحل عادل أنبوبا إسماً لها تكريماً لذكراه، متمنياً لكم التوفيق والاستمرار في حمل رسالة العلم والمعرفة.

(ملخص كلمة معالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور خالد قباني في افتتاح مكتبة البحث في التراث العلمي العربي.)


(Résumé) Allocution de S. E. Khaled Qabbanî, Ministre de l'Education et de l'Enseignement Supérieur


www.histosc.com

Société Libanaise
d'Histoire des Sciences

Lebanese Society
for History of Science

فريق الدراسة والبحث
في التراث العلمي العربي

الجمعية اللبنانية
لتاريخ العلوم العربيّة

Equipe E.R.T.S.A.

Activités = نشاطات

Séminaires = حلقات دراسية

Projets = مشاريع

Publications = منشورات

Participations = مشاركات

Bibliothèque = المكتبة

Nouvelles, News, أخبار

Page Suivante (cliquer ici)
> Next Page (click here) >

Update (11a) Mise A Jour

1997-2011 (c) Société Libanaise d'Histoire des Sciences

Mail:_webmaster©histosc.com


SPECIAL... Cliquer ici... Click here...